تعريف أدب الأطفال ومفهومه
يمكن تعريف أدب الأطفال بالربط بين لفظة أدب بالمعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي من جهة، ولفظة طفل أو أطفال من جهة أخرى، تشكل لدينا مفهوم أدب الأطفال، وعلى هذا الأساس فأدب الأطفال صناعة الكتابة في التعبير عن مشاعر الإنسان وأحاسيسه وانفعالاته وفكره وثقافته بصورة موحية قادرة على نقلها إلى المتلقي أو القارئ. وبما أن المتلقي أو القارئ هو الطفل فلابد من مراعاة حاجاته وقدراته وخصائصه النفسية والجسدية. من هنا، فليس كل عمل أدبي مقدم للراشدين يصبح بمجرد تبسيطه أدبا للأطفال. فالأصل في أدب الأطفال أن الأديب يكيف المقومات الفنية للعمل الأدبي، بما يتلاءم مع خصائص الطفولة. وهذا ما يدعونا للنظر إلى أدب الأطفال على أنه فرع من فروع الأدب الرفيعة له مقوماته وخصائصه شكلاً ومضموناً.
يتفق أغلب الدارسين على أن أدب الأطفال كما هو موجود بشكله الحالي اليوم وفق المعايير الفنية والشكلية ومراعاة الأحوال النفسية والاجتماعية وغيرها هو أدب جديد.. وفرع مستحدث من فروع الأدب السامي، له خصائصه التي تميزه عن أدب الكبار رغم أن كل منهما يمثل أعمال فنية موحدة في الشكل والمضمون.. وإذا أردت بأدب الأطفال كل ما يقال إليهم بهدف إرشادهم وتوجيههم. فذلك قديم علي مر التاريخ البشري والوجود الإنساني وحيثما وجدت الطفولة. أما إذا كنت تقصد بأدب الأطفال ذلك الشكل الفني الجديد الذي يراعي الضوابط الاجتماعية والنفسية والتربوية. ويستخدم وسائل الثقافة الحديثة للوصول إلى الأطفال، ففي هذه الحالة – ما يزال من أحدث الفنون الأدبية (الهيتي، 1986).
ووفق هذه النظرة، يمكن تعريف أدب الأطفال بأنه:
الأعمال الفنية التي تجسد الأفكار والمشاعر والتخيلات المتوافقة مع مدارك الطفل، وذلك على شكل قصص وأشعار ومسرحيات ومقالات وأغاني (الهيتي، 1986)
تعريفات أخري لأدب الأطفال
أدب الأطفال هو نوع فني متجدد في أدب أي لغة، وهو ذلك الفن الأدبي الناشئ من جنس أدب الكبار، سواء كان علي مستوي الشعر والنثر والتراث الشفهي والمكتوب، فهو نوع أكثر تحديداً وخصوصية من جنس أشمل وأعم يخاطب مرحلة الطفولة، بحيث يراعي المؤلف والكاتب مستوي لغة الطفل وإدراكه، وقد يكون تأليف حصري أو بإعادة الصياغة والمعالجة من تراث جميع الأنواع الأدبية، ومن ثم يعزز لغتهم وخيالهم ومعارفهم واندماجهم في الحياة؛ من خلال استخدام الأدب والفنون لتحقيق أهداف المستوي تربوية وأخلاقية وفنية (زلط، 1994).
أو هو هذا الفن الأدبي المتجدد لمخاطبة عقلية الصغار. وإدراك شريحة عمرية لها حجمها الكبير وعددها الضخم في صفوف أي مجتمع. فهو أدب موجه لإحدي مراحل التدرج في حياة الكائن البشري، التي لها خصائصها المميزة في العقل والإدراك وطرق التثقيف وأساليب التأثير فيها،. أي في إطار مفهوم التربية المتكاملة التي تستخدم مجال الشعر والنثر في تحقيق الفائدة أثناء الاستمتاع بهذا الفن الأدبي الموجه للأطفال. ولذلك فإن مصطلح أدب الأطفال يشمل الأدب الموروث، وكذلك أدب الحاضر، ويتضمن أدب المستقبل. لأنه أدب يتناول مرحلة عمرية طويلة في حياة الإنسان (عبد الفتاح، 2000).
وعرفه الكيلاني بأنه تعبير أدبي جميل ومؤثر صادق في إيحاءاته ودلالاته، يأخذ من قيم ومبادئ وتعليم الإسلام، ويجعله الأساس الذي يبني عليه كيان الطفل العقلي والنفسي والوجداني والسلوكي والبدني، وتوسيع مداركه، وإطلاق العنان لمواهبه الفطرية. وقدراته المختلفة، يما يتفق مع النظرة التربوية الإسلامية (الكيلاني، 1991).
يشير أدب الأطفال إلى نوع الأدب – سواء نثراً أو شعراً – الذي يتناسب محتواه وأسلوبه مع فهم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثالثة عشرة. ويمتاز أسلوبه بالبساطة والوضوح والخلو من الغموض والتعقيد، ولا يتجاوز مفاهيم الطفل وإدراكه حسب نموه ومرحلته العمرية (Fisher, 2005).
هو شكل من أشكال فنون اللغة التي تنتمي لنوع الأدب، سواء كان قصة أدبية، أو شعر مسرحي، أو شعر غنائي، يتم تقديمها بشكل جيد من قبل الكاتب في إطار الأدب ووظيفته بشكل يتفق مع عالم الطفولة وطبيعته (الهرفي، 2001).
مفهوم أدب الأطفال
ثمة مفهومان لأدب الأطفال، درج على استعمالها الدارسون، مفهومان قد يتفقان تبعا لطبيعة الدارس واهتماماته من جهة، وتبعا لدرجة تخصصه من جهة ثانية.
المفهوم الأول
حضاري عام، وينطلق من شمولية مدلول مصطلح الثقافة (Culture). ووفق هذا المفهوم فإن أدب الأطفال يعني كل ما يكتب للطفل وما يكتب عن الطفل في آن واحد. وفي مختلف فروع الثقافة الإنسانية. وهذا يعني في التحليل الأخير أن أدب الأطفال وفق هذا التصور يحيل إلى جذور معرفية يغطي كل أساليب السلوك وأنماط التفكير وعالم القيم والعالم المادي ومنجزاته العلمية. بمعنى آخر كل ما أنجزه العقل البشري وما سوف ينجزه على الصعيدين المادي والمعنوي.
المفهوم الثاني
فينطلق من موقف أدبي متخصص يحدد سماته العامة والأساسية استنادا إلى مقدمات نظرية نقدية حسمت مدلول كلمة أدب (Literature) تاريخيا وتعبيرياً (شرايحة، 1983؛ المصلح، 1999).
أقسام أدب الأطفال
من هنا، يمكن تقسيم الأدب (شعراً ونثراً) الذي يدور في عالم الطفل إلى ثلاثة أقسام:
1- الأدب الذي يؤلف للأطفال (وهذا يمثله المفهوم المتخصص لأدب الأطفال).
2- الأدب الذي يختار للأطفال من أدب الكبار (وهذا عمل أدبي تم تبسيطه للأطفال أو وجد بسيطً …).
3- الأدب الذي يتحدث عن الأطفال.
فالنوع الأول (الذي يؤلف للأطفال) يعد فرعًا من فروع الأدب الرفيعة له مقوماته وخصائصه شكلاً ومضموناً. فهو أهم ما يقدم للطفل، وأشده تأثيراً فيه. بشرط أن يجذب الأطفال بإعجاب وتقبل.
تعريف خاتمي لأدب الأطفال
فمن خلال التعاريف السابقة يتضح عدد من الأمور التي تمثل شبه اتفاق عند من يعرفون أدب الأطفال. وتتجلى هذه الأمور في أن أدب الأطفال يعد تشكيلاً لغويا. وأن اللغة أساس مهم له. والاهتمام بإبراز جوانب الخصائص النمائية للطفل في جميع جوانبها، وتوضيح الأهداف الرئيسة من تقديم هذا الأدب للطفل. بالإضافة إلى توسيع المفهوم – أحياناً – ليشمل جميع الأعمال الفنية التي تقدم للطفل، وتخصيصه أحيانا أخرى ليشمل الشعر والقصة والمسرح.
ومن خلال هذا التعريف يُصبح أدب الأطفال لا يعني مجرد القصة أو القصيدة. وإنما يشمل جملة المعارف الإنسانية تقدم إليه في الأسلوب الملائم والطريقة المثلى. ومن أجل ذلك أصبحنا نرى دور النشر لا تكتفي بنشر القصص والشعر. بل تنشر مختلف أنواع المعرفة التي وصلتها الإنسانية، فيما يتصل بالتقدم العلمي والتقني والاكتشاف والاختراع الذي لا يكون فيه الطفل مفصولاً عن واقع الحياة، أو مبهوراً أمام أشياء يراها ويسمعها دون أن يتجاوب معها ودون أن يكون له بها إلمام بسيط في مستوى إدراكه.
وبالتالي فإنه يمكن القول: إن كل ما كتب للأطفال سواء أكان قصصًا أما مادة علمية، أم تمثيليات في كتب أو مجلات نعني بها أدب الأطفال. وما علينا إلا أن نهتم بالنص المناسب لهم في جميع ما يقرؤون ويسمعون. كما علينا أن ندرك أن عقولهم تحتاج إلى هذا التنويع في الأدب تماما كما تحتاج أجسامهم إلى التنويع في الأغذية المقدمة لهم (شرايحة، 1983). وفي المقابل تحدّدت أشكال أدب الأطفال ومجالاته وأجناسه من خلال المفهوم الثاني. وانحصرت ضمن معايير نظرية الأجناس الأدبية، القصة، والقصيدة والرواية والمسرحية المكتوبة … بمعنى آخر ضمن سمات وخصائص النص الأدبي (المصلح، 1999).