وليمة رمضانية

في قلب الأجواء الرمضانية المفعمة بالروحانيات والكرم، تبرز حكايتنا عن وعدٍ طال انتظاره. تدور أحداث قصة وليمة رمضانية حول “حريص”، الرجل الذي ذاع صيته في المدينة ليس لثرائه الفاحش فحسب، بل لبخله الذي فاق كل تصور. بعد ضغط مستمر من أصدقائه وجيرانه، وتحت إغراء طموحه ليصبح شيخ التجار، يقطع “حريص” على نفسه عهداً بإقامة وليمة إفطار فاخرة يتحدث عنها الجميع طوال حياتهم.

تنتشر البشرى في أرجاء المدينة، ويبدأ الجميع في ترقب ذلك اليوم الموعود الذي سيشهدون فيه كرم البخيل المستحيل. تتزين المائدة بأشهى الألوان وتفوح الروائح الزكية في أرجاء منزل “حريص” الفخم، ويتوافد الضيوف بآمال عريضة لتناول إفطار شهي على حساب الرجل الذي لم يُعرف عنه سوى الحرص الشديد على ماله.

ولكن، هل يمكن لبخيل مثل “حريص” أن يتخلى عن طبعه بسهولة؟ هل هذه الوليمة هي عربون كرم حقيقي أم أنها مجرد واجهة لخدعة متقنة تنسج خيوطها في الخفاء؟ مع اقتراب أذان المغرب لحظة بلحظة، تتعاظم التساؤلات وتتجه الأنظار نحو صاحب الدعوة الذي يخفي في جعبته مفاجأة لم تكن في الحسبان، مفاجأة قد تحوّل الوليمة المنتظرة إلى أطرف نوادر البخلاء وأكثرها إثارة للدهشة، تاركة الضيوف في حيرة من أمرهم أمام دهائه الذي لا يعرف حدوداً في قصة وليمة رمضانية.