أصدقاء الربيع

قصة أصدقاء الربيع تحكي عن أبو بريص في فصل الربيع، بعد ظهر أحد أيام شهر مارس، هب نسيم دافئ، معلنًا قدوم الربيع، ملك كل الفصول، ومعلنًا أيضًا عن نهاية فصل الشتاء. تستقبل جميع الكائنات الحية هذا الموسم السعيد بفرح، فتنتشر حرارة الشمس، وتتجدد الروح، وتتغطى الأرض بمروجها الخضراء. وعندها فقط ظهر صديقنا النشيط، فخرج أبو بريص من حفرة قريبة من الطريق. وحاول أن يتنفس (يشم) الهواء بعد أن حرم منه لفترة طويلة. لكنه لم يكد يفعل ذلك حتي أعمت أشعة الشمس الساطعة عينيه لأنه تعود علي ظلمة الجحر لأشهر عديدة. فعاد أبو بريص مسرعاً إلي جحره المظلم. فلقد نام أبو بريص عم أصدقاء الربيع لمدة خمسة أشهر كاملة في الحفرة التي اتخذ منها موطنًا له. وطوال تلك الفترة لم تر عيناه ضوء النهار: والآن لم يعد بإمكانه مواجهة ضوءه الساطع دفعة واحدة. وكان أبو بريص لونه رمادي وذيله طويل ورفيع. ولديه أيضاً زوج من العيون الحادة البصر، وأربعة أرجل قصيرة للغاية، وجسم مغطى بالقشور. يحب الاختباء في جحر ضيق أو في جدار متهدم أو كهف مهجور وهناك يصنع منزله. نعم، فأبو بريص هو ذلك البرص الذي تعرفه وتراه عندما ينظر إليك من سقف أو جدران الغرفة، ينظر إليك بعين فاحصة يعلوها الدهشة والحيرة.