المكاري سليمان

تعد “قصة المكاري سليمان” واحدة من أجمل قصص الأطفال التي تحمل في طياتها عبرة عظيمة عن العطاء والكرم. تحكي القصة عن المكاري سليمان، الرجل الشجاع الذي يجوب القرى والجبال على ظهر حماره، ينقل البضائع ويتاجر بين المدن. وفي أحد الأيام، وخلال رحلة العودة إلى قريته، يصادف شيخًا عجوزًا يتضور جوعًا، فلا يتردد سليمان في ذبح بطتين من تجارته ليطعمهما للشيخ. وبعدها، يلتقي بعجوز أخرى لم تتذوق الطعام منذ أيام، فيكرمها بدجاجتين وبعض الماء، رغم حاجته إليهما.

ما يميز هذه القصة أن سليمان لم يكن يعلم أن هذا الكرم سيعود عليه بخير وفير. فقد منح الشيخ والعجوز سليمان حفنات من الحبوب تبدو عادية، لكن المفاجأة جاءت بعد شهور حين نبتت هذه البذور في بستانه، ليفاجأ سليمان بحقل ممتلئ بالقمح، ودجاجات تبيض بغزارة، وخرفان كثيرة، دون أن يدرك كيف حدث ذلك. كانت البركة هي المكافأة الخفية للعطاء.

“قصة المكاري سليمان” تعلم الأطفال أن فعل الخير لا يضيع، وأن مساعدة الآخرين تجلب الرزق والبركة. القصة تشجع على القيم النبيلة مثل الكرم، والتعاون، والثقة بأن العطاء يعود لصاحبه بطرق غير متوقعة. كما تعزز مفهوم أن الخير الذي نقدمه اليوم، قد يتحول إلى سعادة ونماء في المستقبل. إنها دعوة صادقة للأطفال ليكونوا طيبين ومتعاطفين، لأن من يزرع الخير يحصد الفرح.

القصة مليئة بالمواقف المشوقة، وتجعل الأطفال ينتظرون لمعرفة ما سيحدث بعد كل تصرف نبيل يقوم به سليمان، مما يجعلها حكاية ممتعة ومؤثرة.